Glossary of Linguistic Differences
الأحد, نوفمبر 12, 2023

حينما وقع بين يدي كتاب (الفروق اللغوية) للحسن أبو هلال العسكري، وكان ذلك في عام 1998 قفزت إلي رأسي فكرة صياغة عمل يحاكي نفس الفكرة ولكن في اللغة الإنجليزية، نظرًا لندرة مثل هذا النوع من الأعمال اللغوية في المكتبة الإنجليزية - العربية. واعتمد العسكري في كتابه علي جمع مجموعة من الكلمات والألفاظ التي تبدو مترادفه، ويتضح الفرق اللغوي بينها بتوضيح الأصول اللغوية والمعاني الدقيقة لها مستندًا علي المعاجم والقواميس والاستخدامات العربية. وهذا الكتاب يحاول أن يقوم بنفس المهمة في اللغة الإنجليزية سيراً علي نفس النهج الذي انتهجه العلامه العسكري. ومنذ ذلك الحين وأنا أدون كل ما تقع عليه يدي أو كل ما يبدو مشكلًا في معناه حتي تجمعت لدي المادة العلمية التي يمكن أن تكون معجمًا نافعًا لزملائي الباحثين والمترجمين والطلاب والمهتمين باللغة الإنجليزية. وساعدني علي ذلك عملي بالترجمة علي مدار ما يقرب من عشرين عامًا والتدريس بجامعات داخل وخارج مصر بدءًا بعملي في تدريس الترجمة واللغويات بالدراسات العليا بكلية الآداب جامعة الأسكندرية معهد اللغويات والترجمة، والتدريس ببرنامج الترجمة بقسم اللغة الإنجليزية بالساعات المعتمدة بكلية الآداب جامعة القاهرة، ومعهد اللغات والترجمة بمدينة الثقافة والعلوم بجامعة أكتوبر، والجامعة المصرية للتعليم الألكتروني بالقاهرة، وجامعة طيبة بالمدينة المنورة بالمملكة العربية السعودية، والمعهد العالي للغات والترجمة الفورية بالقاهرة، وكلية العلوم والدراسات الإنسانية بجامعة شقراء بالمملكة العربية السعودية، وغيرها من المؤسسات التعليمية العريقة. كما ساعدني أيضًا في تأليف هذا المعجم كثرة البحث والتدقيق أثناء إعدادي لرسالتي الماجستير والدكتوراه في ترجمة القرآن الكريم وما تلاهما من أبحاث في علوم اللغة الإنجليزية والترجمة فضلًا عن الاطلاع علي عشرات الكتب والقواميس التي ساعدتني لجمع المادة العلمية لهذا المعجم ولله الحمد والمنة.

عندما كنت أبحث عن معني كلمة ما في القواميس وكنت أشعر بأن هذه الكلمة ليست هي التي أريدها رغم أنها يمكن أن تؤدي الغرض المطلوب في السياق، ولكن معناها الأصلي المستخدم له بُعد آخر. فكنت كثيراً ما أبحث عن هذه الفروق في القواميس الإنجليزية المختلفة بُغية الوصول إلي أدق معني يناسب بحث علمي من المفترض أن يقرأه باحثون متخصصون في أدق فروع اللغة الإنجليزية. فشرعت في جمع هذه الفروق اللغوية في هذا المعجم للمساهمة في إثراء المكتبة الإنجليزية وليساعد القاريء الذي يستخدم اللغة الإنجليزية سواء في التأليف والكتابة أو الترجمة علي اختيار الكلمة المناسبة في السياق المناسب كما يستخدمها أهل اللغة.

ومن الأمثلة الشهيرة للفروق الدقيقة بين المترادفات الإنجليزية كلمة "التلوث" التي يترجمها الكثير من الطلاب بل والمترجمون إلي "Contamination" أو "Pollution"، رغم وجود فارق كبير بينهما في المعني. فكلمة "Contamination" تشير إلي وجود مادة مختلفة غير مرغوب فيها في بيئة معينة مما يؤدي إلي تلوثها أو عدم نقاؤها وليس بالضرورة أن تكون هذه المادة ضارة ومسببة لمشاكل في البيئة ككل، فمثلًا سقوط بعض التراب في كوب من الحليب يجعل الحليب ملوث، ولكن هذه لا يعني أن التراب ملوث للبيئة. فمقياس الفرق في المعني بين الكلمتين هو إذا كانت المادة تسبب ضرر للبيئة أم لا. أما "Pollution" فمعناه التلوث بمعني وجود مادة أو مواد معينة تسبب ضرر للبيئة أو الإنسان أو الحيوان أو النبات، فالدخان الذي يخرج من السيارات والمصانع والقمامة التي تلقي في الشارع والنيل تعتبر pollution. وبالتالي ليس صحيحًا أن نقول تلوث الهواء air contamination  وتلوث الماء water contamination، ولكن الصواب أن نقول air/water pollution. ويحتوي هذا المعجم علي العشرات بل المئات من هذه الفروق الدقيقة التي يحتاجها دارسي اللغة الإنجليزية والمترجمين العرب.

واعتمدت في البحث علي المعاني الدقيقة للمترادفات علي القواميس الكبري في اللغة الإنجليزية مثل كامبريدج وويبستر ولونجمان وأوكسفورد وغيرها من المعاجم. ورأيت أن أضع الرموز الصوتية بعد كل كلمة لأن في الكثير من الحالات يظهر الفرق بين بعض الكلمات في نطق الكلمة أو يكون النطق الشائع هو الخطأ كما في الفرق بين Arraignment/Indictment، نجد أن نطق كلمة Arraignment هو /əreɪnmənt/ فلا ننطق حرف الـ (g)، والنطق الصحيح لكلمة Indictment هو /ɪndaɪtmənt/ بدون نطق حرف الـ (c). وهناك الكثير من الكلمات التي يختلف نطقها عن كتابتها حاولت جمعها في هذا الكتاب.

هذا وما كان من فضلٍ وخيرٍ وتوفيقٍ فمن الله وما كان من ذللٍ أو خطأ فمني ومن الشيطان. وأسأل الله تعالي أن ينفع بهذا الكتاب كاتبه وقارئه إلي يوم القيامة ويجعله في ميزان حسناتي وأساتذتي وعلي رأسهم الأستاذ الدكتور خالد توفيق بقسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب جامعة القاهرة، والأستاذ الدكتور محمد علي سلامة بقسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة حلوان، والأستاذ الدكتور أحمد شفيق بقسم اللغة الإنجليزية بكلية اللغات والترجمة جامعة الأزهر، والأستاذ الدكتور خالد فهمي بقسم اللغة العربية كلية الآداب جامعة المنوفية، فجزاهم الله خيراً ونفع بعلمهم القاصي والداني. كما أتوجه بالشكر لصديقي العزيز الأستاذ سامح هلال علي مراجعته اللغوية للكتاب، فجزاه الله خيرًا وجعله في ميزان حسناته.