الحمد لله الذي اصطفى العربية بالبيان، وشرّفها إذ أنزل بها القرآن، على نبي الهدى بشيرًا ونذيرًا للإنس والجان، والصلاة والسلام على أفصح الناس لسانًا وأبلغهم بيانًا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه.
تجلَّت العربية إذ كانت أدقَّ اللغات تعبيرًا، وأحسنها تصويرًا، وأغزرها لفظًا، وأمضاها وعظًا، وأحسنها إشارة، وأوجزها عبارة. لغة مكلوءة برعاية الرحمن، وباقية ما بقي القرآن. ما أسماها إذ أمست قُربةً لمن تعلمها، وشرفًا لمن أتقنها.
وإيمانًا بأهمية تعلم العربية وتعليمها، والمحافظة عليها، والاعتزاز بها، أُنشئ قسم اللغة العربية بالجامعة بشطريه: الطلاب والطالبات؛ ليكون صرحًا علميًا مختصًا بتعليم اللغة العربية بجميع علومها وفنونها وآدابها.
إلى جانب مهامه الأوسع الماثلة في تعليم المهارات اللغوية والكتابية لجميع طلاب وطالبات الجامعة في التخصصات المختلفة؛ إذ كانت تلك المهارات سلاحًا للطالب يستقيم بها لسانه، ويتجود بها قلمه، فيرتقي بحسن القراءة فهمه، وبذاك يزداد تعلُّمًا، ومستواه تقدُّمًا، فيسهل عليه قراءة وفهم المواد الأخرى؛ إذ صحة القراءة تهديه إلى المعنى المراد فيفهمه، وضعف القراءة يخدش المعنى ويشوّه صورته فلا يستوعبه.
ولا يقتصر اهتمام القسم على الجانب التعليمي فحسب؛ إذ ينهض بأدوار وأنشطة تصبُّ في خدمة العربية؛ كالاحتفاء باليوم العالمي للغة العربية، وإقامة الفعاليات وإجراء المسابقات التنافسية والتشجيعية في المجالات الأدبية.
والقسم بما يقدمه لعموم الطلبة من مواد تنمّي المهارات اللغوية والكتابية لديهم، إنما يسعى جاهدًا ليدلي بدلوه في تحقيق رؤية المملكة (2030) التي أكدت على النهوض بنتائج التحصيل العلمي للطالب في شتى المراحل التعليمية؛ إذ إن تمكُّن الطلبة من المهارات اللغوية والكتابية يرفع مستوى الفهم القرائي لديهم في المواد الدراسية الأخرى، والذي يترتب عليه ارتفاع مستوى تحصيلهم العلمي.
والقسم منذ تأسيسه قد تخرج من صرحه العلمي كوكبة من الطلاب والطالبات، المتسلحين بالعربية، المتخصصين في علومها وآدابها؛ ينهض بعبء تعليمهم أساتذة متفانون في حُب العربية وتعليمها. وسيظل القسم يقدم رسالته السامية في تعليم العربية وفنونها ومهاراتها بكل تفانٍ واعتزاز أداءً للواجب وحفاظًا على الهُوية الإسلامية والعربية، من جهة، وسعيًا بما في وسعه لتحقيق رؤية المملكة (2030) في التعليم، في ظل الجهود الدؤوبة التي تسعى المملكة بقيادة خام الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، من خلالها إلى الارتقاء بالتعليم والنهوض به.