الأربعاء, يوليو 12, 2023

 

 

قلما يوجد أحد لم يسمع بمصطلح الخلايا الجذعية، وعن استخداماتها في العلاج، وعن ما يدور عنها من أخبار وإعلانات تطالعنا بها وسائل الإعلام المقروءة والمرئية، ورغم أن معظم المعلومات عنها تجارية بحتة لغرض التكسب واستهواء أفئدة المرضى والمحتاجين، إلا أن هذا الاهتمام له ما يبرره، فالخلايا الجذعية في حقيقتها العلمية تحوي خصائص تميزها عن غيرها من خلايا الجسم، فمن خصائصها قدرتها على التكاثر، وكذلك تكوين خلايا متخصصة وناضجة مثل خلايا الدم والقلب والدماغ وغيره من أعضاء الجسم، ومن هنا تكمن أهمية أبحاث الخلايا الجذعية والتي تعتبر من أهم المجالات البحثية والعلاجية على مستوى العالم وتلقى اهتماماً كبيراً من الباحثين والعلماء ويطلق عليها مسمى أبحاث الطب التجديدي أو العلاج الخلوي.

هذا الاهتمام المتزايد من الباحثين بالخلايا الجذعية جاء وفقاً لخصائصها المميزة، وفيما يلي أمثله على الاستخدامات البحثية للخلايا الجذعية:

  • فهم آلية حدوث الأمراض. يستطيع الباحثون استخلاص الخلايا الجذعية، وزراعتها في المعمل ومراقبة نموها وتطورها وإمكانية تحويلها إلى خلايا متخصصة ناضجة وفق ظروف معينة. الفهم الكافي للحالة الطبيعية للخلايا الجذعية يسهل على الباحثين فهم كيفية حدوث الأمراض.
  • اختبار أمان وفعالية العلاجات الجديدة قبل استخدامها على البشر. تُعالج الخلايا الجذعية في المعمل بالعلاج الجديد، أو يتم تحويرها إلى خلايا ناضجة، ومن ثم معالجتها بالعلاج لقياس سلامته وفعاليته.
  • زيادة أعداد الخلايا الجذعية لغرض العلاج. الخلايا الجذعية المكونة للدم تستخدم لعلاج أمراض الدم من أكثر من ستين سنة. أحياناً لا يتم الحصول على خلايا جذعية كافية من المتبرع. لذا يعمل الباحثون في المعمل على إيجاد طرق لزيادة أعداد الخلايا الجذعية قبل نقلها للمريض.
  • تحوير الخلايا الجذعية الجنينية إلى خلايا جذعية بالغة لغرض العلاج. يعمل الباحثون على إيجاد طرق لتحسين عملية تكوين خلايا جذعية متخصصة كالخلايا الجذعية للقلب والدم والدماغ وغيره، من الخلايا الجذعية الجنينية وذلك باختبار عوامل النمو المناسبة لكل نسيج في الجسم.
  • استخدام الخلايا الجذعية لعلاج بعض الأمراض. هناك بعض التجارب القائمة لاستخدام الخلايا الجذعية لعلاج أمراض واعتلالات مثل السكري وأمراض القلب وإصابات الحبل الشوكي وغيرها.
  • استخدام الخلايا الجذعية المبرمجة أو المعدلة. هذه الخلايا شبيهة بالخلايا الجذعية الجنينية والتي لها القدرة على تكوين جميع أعضاء الجسم. يستطيع الباحثون الحصول على هذه الخلايا باستخدام خلايا ناضجة ومن ثم معالجتها في المعمل وإعادتها لتكون خلايا جذعية. والبحث على هذه الخلايا واعد وله استخدامات عديدة في أبحاث الطب التجديدي.

بقي القول أن أبحاث الخلايا الجذعية لغرض العلاج مازالت في طور التجارب، بعضها في الطور الأولي، وبعضها وصل مراحل متقدمة، ولكنها لم تستخدم حتى الآن بفعالية تامة في العلاج، إلا في حالات أمراض الدم الوراثية وسرطانات الدم وذلك باستخدام الخلايا الجذعية المكونة للدم.

 

د. الحميدي بن سالم بن حوكه

أستاذ علم أمراض الدم المساعد، كلية العلوم الطبية التطبيقية بالدوادمي، جامعة شقراء