الترجمة فن قديم قدم الحضارة الإنسانية، ويعد أحد أهم الفنون على مر العصور، فالمترجم ينقل رسائل ومعلومات من لغة إلى لغة أخرى لكي يساهم في نشر العلم، وتبادل المعلومات بين الثقافات والمجتمعات الإنسانية. لذلك كانت تلجأ معظم الحضارات العريقة للترجمة من أجل التواصل تارة، أو للتجارة وغيرها من الأنشطة الحياتية فاليونانيين ترجموا عن المصريين الفراعنة الذين سبقوهم، والرومان قاموا بالترجمة عن اليونانيين، والعرب ترجموا عنهم أيضًا، وهكذا نجد أن الفلسفة اليونانية والعلوم اليونانية انتشرت في البلاد العربية والرومانية، والفضل يعود للمترجمين.
ولك أن تتخيل العالم بلا مترجمين. ستزداد الفجوات بين الدول والثقافات، وتقل حركة التجارة بين الدول والقارات وربما تتوقف. وفي العصر الحديث تقوم الترجمة بدور كبير في حياتنا، فمع انتشار وتطور وسائل التواصل الحديثة من خلال الشبكة العنكبوتية، والكم الهائل من المعلومات بدأت الترجمة تأخذ دورها في نقل هذه المعلومات بين اللغات المختلفة، وترجمتها إلى لغات أخرى ليسهل التواصل ونقل العلم بين الأمم المختلفة، وبذلك يكون العلم قد انتقل من لغة لأخرى بكل سرعة.
ولذا وُضع هذا الكتاب ليساعد الطلاب المتخصصين في الترجمة لمعرفة أهم القواعد الواجب اتباعها في عملية الترجمة بالإضافة إلى قضايا أخرى تخص مجال الترجمة. ولتحقيق هذا الهدف يحتوى هذا الكتاب على العشرات من قواعد الترجمة والمئات من التدريبات العملية مما يجعله منهج عملي لتدريس الترجمة. والله أسأل أن يجعل هذا الكتاب نافعًا لزملائي أساتذة الترجمة والمترجمين وطلاب ودارسي الترجمة، وأن يجعله خالصًا لوجهه الكريم. وما كان من فضل وخير ونعمة فمن الله، وما كان من خطأ أو ذلل فمني ومن الشيطان.