الرياضة الجامعية ( الواقع و المأمول )

يسهم النشاط الرياضي في إعداد شخصية الفرد في جميع مراحل الدراسة من المرحلة الابتدائية حتى المرحلة الجامعية ويعد النشاط الرياضي بصفة عامة وسيلة ترويح عن النفس محببة لكثير من أفراد المجتمع، وبصفة خاصة الشباب وحيث إن دور الجامعة لا يقتصر على العملية التعليمية ؛ وتلقين المحاضرات، ولكن يمتد دورها إلى تحقيق أهداف كبيرة و مهمة ؛حيث تسهم في بناء شخصية متكاملة للطالب حتى يكون قادراً على الإبداع في كافة المجالات لذلك توفر الجامعات السعودية العديد من الأنشطة الطلابية غير الصفية ، ومنها النشاط العلمي والكشفي والرياضي و الثقافي والاجتماعي ، وتشهد الجامعات السعودية نشاطاً ملحوظاً في هذه المجالات تحرص من خلالها على إتاحة الفرصة أمام جميع الطلاب للمشاركة الفعالة في هذه الأنشطة.ويهدف النشاط الرياضي الجامعي إلى نشر مفاهيم الثقافة الرياضية التي تدعم أخلاقيات وقيم المنافسة الشريفة بين الطلاب ؛ حيث إن ممارسة النشاط الرياضي لا يقتصر على فئة معينة، إنما يمتد للجميع من أجل الوصول إلى لياقة بدنية وصحية مفيدة. لذلك يتيح النشاط الرياضي الفرصة أمام الطلاب وأعضاء هيئة التدريس للمشاركة بممارسة الأنشطة الرياضية المختلفة، تحت إشراف وتوجيه مختصين رياضيين يرشدونهم إلى ممارسة الرياضة بالطرق السليمة ، والعمل على توسيع دائرة الممارسين للأنشطة الرياضية من خلال تفعيل مسابقات داخلية على مستوي كل كلية، ثم تنظيم مسابقات على مستوى الكلية والكليات الأخرى داخل الجامعة، وبعد ذلك على مستوى الجامعات السعودية، ويأتي هذا الحرص من منطلق التنوع في الأنشطة لتشمل كل أيام العام الجامعي حتى يستفيد منها أكبر عدد ممكن من الممارسين للأنشطة الرياضية.وحيث إن الموافقة الكريمة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز رحمة الله، رئيس مجلس الوزراء، رئيس مجلس التعليم العالي، بالتوجيه البرقي الكريم 44644 / م ب وتاريخ 28 / 5 / 1431 هـ، على قرار مجلس التعليم العالي رقم 6 / 57 / 1431هـ وتاريخ 17 / 1 / 1431 هـ، القاضي بالموافقة على إنشاء الاتحاد الرياضي للجامعات السعودية، وكذلك الموافقة على اللائحة التنظيمية للاتحاد الرياضي للجامعات السعودية، تعد خطوة إيجابية عملاقة أسهمت في رعاية الحركة الرياضية الجامعية ودعمها وتطويرها والرفع من مستواها، للوصول إلى مستويات عالمية متقدمة.وأسهمت هذه الخطوة المباركة في تضافر الجهود المشتركة بين الرئاسة العامة لرعاية الشباب واللجنة الأولمبية السعودية و وزارة التعليم ، لتحقيق تطلعات الجميع نحو مستقبل أفضل للنشاط الرياضي في المملكة العربية السعودية، من خلال الإسهام في تطوير الأنشطة الرياضية الجامعية لتحقيق رؤية ورسالة وزارة التعليم التي تؤكد على أهمية التميز والريادة للتعليم في جميع المجالات،وخاصة توفير البيئة الرياضية المناسبة لطلاب الجامعات السعودية ، وتحفيز المتميزين رياضياً، وترسيخ مبادئ الروح الرياضية، والتنافس الشريف واللعب النظيف والتحلي بالأخلاق الحميدة، التي تؤكد على أهمية احترام وتطبيق الأسس والقواعد التنظيمية والقانونية للرياضة، وضبط سلوكيات الممارسين لها والمنتمين إليها ؛ وذلك لإبراز الصورة المشرفة للرياضة السعودية بصفة عامة والرياضة الجامعية بصفة خاصة حيث لا بد من التنسيق والتعاون ، وتفعيل الشراكة مع الرئاسة العامة لرعاية الشباب ممثلة ً في مكاتبها المتعددة ؛ حيث يضم نطاق جامعة شقراء 16 نادياً رياضياً رسمياً مسجلاً في الرئاسة العامة لرعاية الشباب يتنافسون في ألعاب ودرجات سواءً بالدوري الممتاز والدرجة الأولى والثانية والثالثة موضحة بالجدول التالي حسب المحافظات والمكاتب:

وبرغم أن الأثر الملحوظ من ممارسة الأنشطة الرياضية في رفع القيمة الصحية للرياضي والرياضة , إلا أن الواقع يظهر لنا أن الملاعب والأجهزة والتجهيزات والمرافق الرياضية لا تلبي احتياجات الطلاب ، وكذلك عدم وجود المختصين في هذا المجال يسهم في إضعاف مستوى الأنشطة المقدمة سواءً على مستوى المشاركات الداخلية أو الخارجية حيث تحتاج إلى تخطيط و إعداد وتنفيذ وتقييم من قبل المختص ، وإشراك الطلاب في وضع وتنفيذ النشاطات الرياضية بحيث تسهم هذه الأنشطة في تكوين نواة منتخبات الجامعة في الألعاب المختلفة.والمأمول مستقبلاً أن يتم إنشاء ملاعب وتخصيص وتجهيز صالات بالكليات لممارسة الأنشطة الرياضية واقتراح إنشاء كلية للتربية الرياضية بالجامعة أو أقسام للتربية الرياضية بكليات التربية في حال عدم إنشاء كلية في هذا المجال. وعمل سجل رياضي لكل طالب وذلك بحصر الطلاب المسجلين في الأندية الرياضية وكذلك الاستفادة من الكادر الفني والطبي والمرافق الرياضية بتلك الأندية ، وتفعيل الشراكة في كافة الأنشطة.وأيضاً زيادة الاهتمام بالطلاب ذوي البطولات الرياضية وتكريمهم على مستوى الكليات والجامعة. وسيكون لزيادة الاهتمام بالمسابقات الرياضية بالكليات من خلال إشراف عمادات الكليات على برامج ممارسة الأنشطة الرياضية عائداً إيجابياً من خلال تفعيل دور النوادي الطلابية ، وتخصيص ميزانيات لها وعقود الشراكة وعائداتها مع الأندية الرياضية بالمحافظات والمدن المجاورة. ومما يسهم في تطور هذه الأنشطة الرياضية تشكيل لجنة رياضية ومشرف رياضي في كل كلية للعمل على تنوع الأنشطة الرياضية الممكن ممارستها داخل الكليات والجامعة ولحصر الطلاب المتميزين رياضياً ، ولا يُغفل أيضًا دور الإعلام من خلال حملات التوعية بأهمية الأنشطة الرياضية وانعكاساتها بدنياً وصحياً و اجتماعياً على الطالب والرياضي الممارس للنشاط فجامعة شقراء تزخر بالطلاب المتميزين رياضياً المنتسبين للأندية الرياضية في كافة الدرجات وفي مختلف الألعاب الرياضية.د. سلطان بن ناصر العريفيوكيل كلية المجتمع بالقويعيةs.-alarifi@su.edu.sa