الثلاثاء, فبراير 16, 2021

الملخص

سعت الدّراسة الحالية إلى نقد أوضاع المعرفة النفسية في التراث المعرفي للحضارة الاسلامية من مدخل التوطين ومن مدخل نموذج عناقيد الجراب. وقد تضمن مدخل التوطين أربعة محاور: (1) محور المفاهيم. (2) محور الطرق والممارسات. (3) محور الموضوعات وتقسيماتها. (4) محور التّعلم. بينما تضمن مدخل نموذج عناقيد الجراب محاولة لتسليط الضوء على منجزات فلاسفة وأطباء الحضارة الاسلامية في فهم جوانب جديدة للمفاهيم النفسية الموروثة من الحضارات السالفة. وقد سميت تلك المفاهيم مجازيًا بعناقيد الجراب.

أما من الناحية المنهجية فتعد الدراسة الحالية دراسة تاريخية استندت في نتائجها إلى شواهد مختلفة من التّراث المعرفي للحضارة الاسلامية. وقد انعكس ذلك على هيكل الدراسة، حيث جرى التّمهيد للمشكلة بالكشف عن مسارات التّفكير السائدة في الحضارة الإسلامية، وقد أشير إلى وجود ثلاثة مسارات: (1) الأثري، و(2) الفلسفي، و(3) الغيبي. وأن المسار الأثري قد أرسى حدودًا صلبة أمام المسار الغيبي، كما تبنى موقفًا منفتحًا على الخبرات الحسية للعالم الطبيعي في مقابل ذلك برز انفتاح فلاسفة في الحضارة الاسلامية على المسار الغيبي، واتخاذهم موقفا متذبذبًا من الخبرات الحسية.

وفي جانب معالجة مشكلة الدراسة الحالية جرى أولًا تتبع أحوال المعرفة النّفسية في التراث المعرفي للحضارة الإسلامية وفق مدخل التوطين وقاد ذلك إلى نتائج واسعة كان من أبرزها:-

  • ظهور ملامح للتّوظيف الذرائعي للجوانب النّفسية في تسويق الّنتاج المعرفي والخدماتي لمسارات التّفكير التأملي والغيبي.
  • أثر حضور مسار التفكير الغيبي سلبًا على جهود الاستقصاء العلمي للظّاهرة النّفسية على امتداد الحضارة الإسلامية.
  • تضمن التراث المعرفي للحضارة الإسلامية ممثلا في المسار الأثري مواقف رافضة للمعرفة الغيبية.
  • لم يظهر لتيار الفلسفة التأملية ولا الطبيعة موقف رافضة للتفكير الغيبي فيما يتعلق باستقصاء الظاهرة النفسية.

وفي الجانب الثاني من معالجة مشكلة الدراسة الحالية فقد قاد تحليل شواهد التراث وفق نموذج عناقيد الجراب إلى صلاحية النموذج لتمثيل بنية المعرفة النفسية في الحضارة الإسلامية وتطوراتها، كما أظهرت التحليلات وفق النموذج تضمن المعرفة النفسية للحضارة الاسلامية إضافات علمية قيمة على معاني ودلالات مفاهيم وعمليات نفسية مهمة.

واستنادًا إلى تلك النتائج خرجت الدّراسة بعدد من التوصيات كان منها:                    

  • تجنب سلبيات ضعف تواصل المعرفة بين مسارات التفكير عبر فتح التواصل العلمي الرسمي بين مسارات التفكير المختلفة.
  • تجنيب السياق الاجتماعي من مخاطر التسويق الذرائعي للظاهرة النفسية.
  • تعطيل قدرة الفكر الغيبي على التشكل والاختراق عبر صيانة الممارسات العلمية وضبطها بما يمنع تسرب الممارسات الغيبية إليها.
  • اجراء استقصاءات مستقبلية أوسع حول المعرفة النفسية في الحضارة الاسلامية.

 

https://library.ajman.ac.ae/eds/detail?db=edseds&an=edseds.897003&isbn=…