Sunday, February 23, 2025

يستعين رجال الضبط الجنائي لضبط مروجي المخدرات بأساليب تساعدهم على ضبط تجار المخدرات، والحد من شرورهم، ومن تلك الأساليب التسليم المسبق الذي يتم خلاله التواصل مع مروج المخدرات والتظاهر برغبة الشراء منه في واقعة صورية غير حقيقية، يتم خلالها استلام المادة المخدرة وتسليم ثمنها للمروج، على مسمع ومرأى من رجال الضبط الجنائي، وبعد زمن ربما يطول، وربما في مكان آخر يتم القبض على  المروج ويحال للقضاء لإدانته بواقعة الترويج التي لم تكن حقيقية في كل جوانبها، وإن كانت حقيقية في حدوث فعل الترويج للمادة المخدرة.

وينشأ في هذه الحالة احتمال ممارسة رجال الضبط الجنائي وأعوانهم أفعالا تعد هي السبب لنشأة واقعة الترويج وليس فقط لكشفها، مما قد يؤدي إلى ايقاع شخص خالي الذهن عن الرغبة في ترويج المخدرات في الترويج، وقد يمارس رجال الضبط الجنائي ذلك بالترغيب أو الترهيب، ولولا ذلك لما قامت الجريمة، ولما وقع المروج في الترويج، مما يعد إخلالا بركن القصد الجنائي لاحتمال وجود الإكراه الذي يبطل واقعة الضبط.

ويرى الباحث أنه بالرغم من اشتمال أسلوب التسليم المسبق لاحتمال أسباب إضعاف تحقق القصد الجنائي عند من قام بفعل الترويج، إلا أن تغليب تحقيق المصلحة العامة في حماية المجتمع من نشر سموم المخدرات فيه، يستلزم الاستمرار في العمل بهذا الأسلوب مع التأكيد على حماية المجتمع وحماية الحريات الشخصية معا، وفق ضوابط دقيقة يتحقق معها عدم إيقاع بريء خالي الذهن في ترويج المخدرات، أو استحثاث برئ دفعته الحاجة للخضوع لطلب رجال الضبط الجنائي بالقيام بفعل ترويج المخدرات.