01-Rajab-1439

المحتوى

2018-03-14-PHOTO-00002971 1.jpg

نظم قسم رياض الأطفال تحت رعاية سعادة عميد الكلية د / حسن الداود , وسعادة وكيلة الكلية       د / سارة العتيبي , وسعادة رئيسة القسم د / نوره الضريس و بإشراف د / مايسة علام            ندوة علمية بعنوان " أنا مع أمي – تطبيق حق الحضانة للأم  " و ذلك يوم الأربعاء الموافق        26 / 6 / 1439هـ , بتقديم الطالبات  ( سارة العسكر , أفنان المطيري , أمجاد الحبابي و خلود العتيبي ) والتي تهدف إلي إلقاء الضوء علي موضوع هام تم طرحه علي الساحة الاجتماعية في الآونة الأخيرة ألا وهو  حق الحضانة للأم , والذي أقره مؤخرا سعادة وزير العدل ورئيس المجلس الأعلى  للقضاء في أحقية الحضانة للأم  تلقائيا من دون دعوي قضائية في حالة عدم وجود نزاع .

حيث حرص الإسلام على الأطفال وحسن تربيتهم , وخاصة في فترة الحضانة عند انفصال الزوجين , فلا بد من مراعاة مصلحة الطفل .. وهذا أمر تدعو إليه الفطرة الإنسانية السليمة , فضلا عن الشريعة الإسلامية السمحة , حيث شَرع الإسلام حضانة الطفل لإعطائِه حقوقه في الرّعاية والحماية،  فالفطرة السويَّةُ تقتضي العناية بالأبناءِ وحمايتهم وإطعامهم وتربيتهم  وتعليمهم وبذل الوسع في تنشئتهم بما يَليقُ بظروف الزَّمانِ والمكانِ والإنسانِ .

هذا وقد استعرضت الطالبات تعريف الحضانة وحكمها ومشروعيتها وأركانها وشروطها المتمثلة في العقل والإسلام والسلامة من الأمراض المعدية و فراغ الأم من الزوجية . كما أجمعَ أهلُ العلم والفقه على أحقيَّة الأم بحضانة أولادها إذا طلبتها وتوفّرت فيها شروط الحضانة , وعلى الرغم من اتّفاق الفقهاء على أسبقية الأم في حضانة الأولاد، غير أنَّهم اختلفوا في السنّ المُحدّد لنهاية الحضانة، والراجح في ذلك أنّ الحضانة موقوفةٌ على التمييز والاختيار، فإن بلغَ الطفلُ رشده وصار مميّزاً خُيِّرَ، فكانت رعايته بعد ذلك على اختياره، وقد استدلّ العُلماء بذلك على الأدلَّة الصحيحة في أحاديث السنة النبوية الشريفة .

كما استعرضت الطالبات ظاهرة الطلاق الذي يعد من أخطر الأمراض الاجتماعية التي تؤثر علي استقرار المجتمع و تقدمه , ففي دراسة لوزارة الشؤون الاجتماعية عن الطلاق، حسب المناطق أثبتت أن نسبة الطلاق في مدينة الرياض وصلت إلى (30.2%)، وفي المنطقة الشرقية (26%) وفي تبوك (24%) وفي مكة (22%)، وتقل عن ذلك في بقية المناطق. وفي دراسة أعدتها وزارة التخطيط بيّنت أن المحاكم قد سجّلت أكثر من (70) ألف عقد زواج و(13) ألف صك طلاق، خلال عام واحد فقط، وأن الطلاق ينعكس سلباً على أفراد المجتمع، ومؤسساته مما يؤدي به إلى التفكك، وعدم الاستقرار ومن ثم تنتشر الانحرافات السلوكية بين أفراده، ويزداد معدل نمو الجريمة. 

 فالطلاق يؤثِّر على المطلقة، ويؤدي إلى ضغوط نفسية عليها، مثل الشعور بالندم، ونقص الإحساس بقيمة الذات، ومرارة الفشل في الحياة الزوجية، وفقدانها هويتها كزوجة. والإحساس بالحرمان.

كما له آثارعلى الرجل،حيث أن بعض العوائل يَنظرون إلى المطلق على أنه إنسان لديه مشاكل، فيتخوفون من تزويجه، فكلمة مطلق تضع عليه وصمة، مما يؤدي إلى التعامل معه بحذر. وكلا المطلقين يواجهان مشاكل كثيرة مع الأطفال بعد الطلاق، ويعانيان من اضطرابات نفسية، واجتماعية.

أما عن  تأثير الطلاق على الأطفال فأكبر حيث أن عدم شعور الطفل بالجو الأسري يسبّب له العديد من المشاكل النفسيّة، وخاصةً عندما يرى أصدقاءه يعيشون حياةً طبيعيّة مع كلا الوالدين، وهو يعيش مع أحدهم ويفتقد للآخر. فالشعور بنقص الاهتمام من قبل الوالدين، والإحساس الدائم بالقلق من أن يتخلّى أحدهم عنهم وأن لا يعاودوا الاهتمام بهم وباحتياجاتهم العاطفية والتربوية، وبشكل خاص عندما تكون هنالك عداوة بين الأب والأم  تجعل احدهما أو كلاهما يسئ الكلام عن الطرف الآخر مما يعرض الأطفال  للمشكلات النفسية والسلوكية فيما بعد .

وأخيرا اختتمت الندوة ببعض القواعد التي  يجب على الوالدين المطلقين الالتزام بها بعد الطلاق ألا وهي " التحدث مع أطفالهما بشكل صريح ، والاهتمام برأيهم حول موضوع الطلاق مع محاولة تفسير الأسباب بشكل غير عدائي وبشكل مقنع، والتأكيد عليهم بأنّهم سيظلون يحبونهم مهما حصل، ويجب أن يهتم كلاهما بقضاء بعض الوقت مع الأطفال وعدم الانشغال عنهم، وكذلك عدم الإكثار من التغييرات في حياة الأطفال الروتينية كالبقاء بنفس المنزل و ترتيبات النوم والطعام و أساليب المذاكرة اليومية "  فاتفاق الوالدين على كافة الأمور المتعلقة بأطفالهم سيجنّبهم العديد من المشاكل الصحية والنفسية والسلوكية التي يمكن أن يتعرض لها الأطفال من جراء طلاق الوالدين .

هذا وقد تخللت الندوة بعض مقاطع الفيديو و مداخلات صوتية من أ . أريج العتيبي اخصائية نفسية و أ. نوره السكران معلمة روضة عن تأثير الطلاق علي سلوك ونفسية الأطفال , و اختتمت الندوة بفتح مجال المناقشة للسادة الحضور حيث تفاعل الحاضرات مع أهمية الموضوع و طالبن بألقاء مزيد من الضوء علي هذه المشكلة علي كافة الأصعدة  ورأين أن الحل يكمن في توعية فئة الرجال الذين يقومون بالطلاق لأسباب غير جوهرية , فهم بحاجة إلى تفهم عميق لمسألة التضحية، والتجرد من الأنا، وإيثار الآخرين على النفس من أبناء وزوجات. أما مشكلة النظرة السوداوية التي يوجهها كثير من أفراد المجتمع لمن ابتليت بالطلاق فهذا دور الدعاة والمصلحين في المجتمع، فمن الواجب عليهم رفع هذه النظرة وتغييرها؛ إذ إن كثيراً من حالات الطلاق ينفرد بها الرجل دون المرأة، فالطلاق مصاب تجد المرأة نفسها فيه بالرغم منها .